Arab Media in America, Past, Present and future.
الإعلام العربي في أمريكا وخارجها ماضيا وحاضرا ومستقبلا
تقل البحوث التي تجري حول الإعلام في بلاد العرب وإن وجدت فإنها لا تغطي الظواهر ولا المظاهر التي يتصف بها الإعلام العربي سواء حول وضع الإعلام في الماضي ومقارنته بالحاضر ولا التوقعات للإعلام في المستقبل ، وفي هذا البحث كنت قد قمت بدراسة ثلاث صحف عربية تصدر في أمريكا (وهي صدى الوطن والمنتدى والحدث) ، وتسعة صحف تصدر في العالم العربي (وهي جريدة القدس الصادرة في فلسطين وجريدة الشرق الأوسط السعودية ، والرأي الأردنية ، والخليج والبيان الصادرتين في الإمارات العربية، وجريدة الأهرام والأخبار الصادرتين في مصر ، وجريدتي الرأي والفبس الصادرتين في الكويت) في فترات متباعدة منذ الستينات من القرن الماضي وحتى وقتنا الحاضر باستثناء صحيفة اليوم السابع حديثة الإصدار ، وإن كانت العينة تقصر قليلا عن العينة البحثية العلمية إلا أنها كانت عينة تفي لتحقيق هدف البحث حول الإعلام العربي ماضيا وحاضرا والتكهن بتوقعات مسار الإعلام العربي في المستقبل .
ورغم أن الإعلام العربي ما زال يتغنى بالوضع القائم في معظم بلاد العرب وخاصة الدول الملكية والتقليدية في الدول الغنية ، إلا أن هناك تغييرا في المحتوى والمستوى والأسلوب والتغطية السياسية .
منهج البحث::
- كان منهج البحث المتبع في الدراسة هو منهج التحليل الاستقرائي والمحتوى النصي: حيث تم تقسيم المحتوى إلى ثلاثة أقسام وهي من حيث الحجم ونوعية الكتابات أو المقالات أو التقارير . وساحة الإعلانات ، وعدد الصفحات .
- تم اختيار العينة لتفي بهدف البحث ولكنها عينة أولية مختارة من الباحث نظرا لتواجدها بين يدي الباحث ، وسهولة الحصول عليها . وهي تضم تسعة صحف ثلاث منها يصدر في الولايات المتحدة وست صحف تصدر في البلاد العربية من الإردن وفلسطين والسعودية والإمارات العربية والكويت ومصر .
- بالنسبة للقياسات والتحليل الإحصائي تم اتباع المقاييس المترية لاستخراج النسب والكميات والترتيب في الدراسة .
- كان السؤال الرئيسي في البحث : ما مدى التغيير الحاصل في ال‘لام العربي من حيث الموضوع والمحتوى والحجم. وحتى نجيب على السؤال استخدمنا العينة في تواريخ متباينة لإمكانية المقارنة بين الصحف ومحتواها حسب الأوقات ماضيا وحاضرا .
ومن بعض النتائج الأولية للبحث ما يلي:
– حجم المقالات زالتقارير : كانت نسبة المقالات والتقارير مثلا في الوطن والمندى الوسيط والحدث 64,83 % و52,78 % و 40,7 % بالتوالي.
– حجم الإعلانات : كان حجم الإعلانات في الصحف الثلاث نفسها كما يلي: 35,17 % في الوطن و 47,22% في المنتدي الوسيط ، و 59,3% في الحدث .
وأما بالنسبة للصحف الصادرة في العالم العربي ، فكانت نسبة المقالات والتقارير تتراوح بين 53,00,, وبين 78,00 % أما رقعة الإعلانات فكانت تتراوح بين 47,00 و 22,00% .
وهناك ثلاثة ملاحظات على الإعلام العربي من خلال الدراسة أولها: الذات العلية القابعة في قصور محاطة بالحراس ، وجيش من الخدم يدورون في فلك تلك الذات الذين يأتمرون بأوامره وينتهون بما ينهى. وتلك صفة للإعلام العربي في بلاد العرب.
وثانيها: الثروة الضائعة على التسليح والتشليح والتسبيح . وإقامة المعارض وهدم العقول قل أن يتم تغطيتها في صحف العالم العربي بينما تجد لها متسعا في صحف العرب في الولايات المتحدة ، ولعل هامش الحرية من حيث الحجم هو السبب في ذلك . .
أما ثالثها مما هو محظور على الإعلام العربي هو الحقيقة أو الحقائق التي تمس ثروات الشعوب وما ينقصها لباسا وطعاما وعقلا، والعقل هنا أقصد به التعليم والتربية اللتين ما زالتا ترتعان في الطرق والمناهج التقليدية التي تجعل المتعلمين عبيدا لأبناء الأغنياء وأبناء الحظوة المتمتعين بالركوع ةالسجود لغير الله من أولي الأمر. وهذه صفة ما زالت الصحف تتجمل بها في الدول العربية ، بينما تتصف الصحف العربية الصادرة في أمريكا بالمحادير نفسها ولكن بطرق أكثر واقعية واحترام لقواعد البحث العلمي .
والملاحظة الرابعة : وضع المرآة والهدف من تعليمها. فما زالت هناك الآلاف من النساء من تصل إلى درجات متقدمة من العلم ، وما أن تتزوج حتى يطويها الزوج تحت جناحه فيعطل جزءا هاما في بناء المجتمع . وقل أن تحتوي الصحف العربية قضايا المرآة في مجالات الحرية والمساواة ولا تحاول الخروج عن التراث وأسسه ، فالمحظورات قديما مازالت هي المحظورات حديثا حول حرية المرأة واضية المساواة في الرواتب والمشاركة سياسيا أو اجتماعيا ، بينما تظهر مشاركة المرأة في الصحف الصادرة في الولايات المتحدة ولكنها ما زالت توصف بالمقالات المحجبة حول المرأة التي تطرق مواضيع الحرية والمساواة من بعيد .
وبناء على ما سبق أقدم الملاحظات التالية حول الإعلام العربي من خلال ما وجدته في العينة تحت الدراسة وتكاد كل الصحف العربية تتقارب في منهجها ومحتوىاتها وحتى إعلاناتها ، إلا أن الصحف الصادرة في الولايات المتحدة نظرا لصغر حجم قرائها تكون الإعلانات تجارية حول النواحي الصحية والخدمات الأجتماعية ، للمحامين والأطباء والمستشفيات والمحلات التجارية وأسواق المجوهرات والذهب والفضة .
- ازدياد رقعة وأحجام الصور في الصحافة العربية وقنوات التلفاز. وقد كانت في الماضي حكرا على الصفحة الأولى الخاصة بصور الراعي الكبير ونشاط أزواجه وأفراد أسرته ، وصور زبانيته ممن هم في حكومته . أما اليوم فالإعلام العربي يتمتع بنقل الأخبار والتوافه عن المطربين والممثلين والغانيات وجرائم الشرف والجنس ، كما أن الرياضة أخذت حيزا لا بأس به ، والحمد لله يعرف الشباب العربي عن مادونا وفرق مانشستر أكثر مما يعرفوه عن التاريخ العربي والمبدعين العرب وعلماء العرب.
- ازدياد حيز الإعلانات للوفيات وصور التخرج والإعلانات الأجنبية التي تسوق بضاعتها في الأسواق العربية.
- زيادة الاهتمام بتفاهات النساء من مظاهر جسدية كمساحيق الجمال أو القبح ، وكريمات الشعر والجلد في الملمس ، ونماذج اللباس وإن اختفى تحت العباءات ، فالمهم هو تنمية الانحراف وزيادة الهوة بين الفتاة المستقيمة والفتيات المقلدات مما يؤثر تأثيرا سلبيا على تقدير الذات البشرية بين الرجال والنساء وثقتهم بأنفسهم، . وكنت في أحد مقالاتي قد دعوت النساء في كل مكان إلى قص شعورهن حتى يعطلن آلاف الشركات التي تهتم بتجميلهن وتحسين مظهرهن وألوان شعورهن.
- الإعلام العربي يهتم بالأخبار مهما كانت ، والمهم أن لا تكون الأخبار عن المحليات السلبية في المجتمع التي يصدر الإعلام فيه . بمعنى أن أخبار الحكومات الأخرى والشعوب الأخرى هي المقصودة لذر الرماد في العيون وإلهاء الشعوب شبابا وشيابا في أمور ليس لهم فيها ناقة ولا جمل . بالإضافة إلى قلة التحليلات المنطقية والإرشادية خلا الناحية الصحية لمن هم أعلى قليلا من الطبقة الوسطى وما فوقها . وقلما أن يكون الإعلام موضوعيا في نقل الأحداث المحلية ، فالمعروض يؤله الدولة ورجالها ، والنشاطات الرياضية والفروسية تكون للطبقة الحاكمة ، ويخدم الإعلام العربي جيدا تلك النشاطات وتوزيع كؤوسها على أصحاب العزة والمناصب وشهادات الدكتوراة الشرفية لأصحاب الجلالة والسمو وأبنائهم وأحفادهم . .
- وبالنسبة لإسرائيل في الإعلام العربي ، فقد قلت كلمة إسرائيل بأنها عدوة للشعوب وعنصرية في التطبيق ، فإذا ذكرت تذكر في مجال مفاوضات السلام الذي يضفي عليها صفة الدولة التي تشارك في عملية سلام بعد سرقة الأرض وامتصاص ثرواتها وبناء المستوطنات عليها . وبدأ الإعلام يتعاطف مع منطق إسرائيل في البقاء رغم أن الإعلام لا يتعاطف مع الفقراء والجهل ومناهج التعليم التقليدية وأمكن سناهم في المخيمات والمناطق التي لا تزورها مؤسسات التنمية والتي تخلو من الدراسات النقدية والإبداعية ، حيث إن معظم نتاج الطلبه في معظم الجامعات التي تصرف على إداراتها البلايين حول التاريخ لنفس البلد أو العلوم الاجتماعية أو الشخصيات الدينية والشريعة ومعظمها نقلا عن الكتب الصفراء دون تمحيص ودون بحث نقدي ، ودون تحليل إلا ما ندر، ولعل محاولة التصدي لطه حسين في العشرينات من القرن الماضي تعد مثالا على مقاومة الانفتاح على الدراسات النقدية ، حيث هوجم وألجم من التقليديين في تفكيرهم وممن لا يريدون للمنطق مساحة في التفكير العربي.
- خلو المعلومات المنشورة من الثبات ، فقد كثرت الإشاعات التي يتناقلها الإعلام العربي، وقلة الاستبانات ومشاريع المسح الاجتماعي التي تعتمد على منطق البحوث العلمية .
ولعل ما سبق ينطبق على الإعلام العربي في الولايات المتحدة ، وعن تجاربي في هذا المجال ، معظم جهود الإعلاميين في الصحافة هي جهود فردية أو عائلية أو دينية تعتمد على زكاة البعض وتبرعاتهم دون تدخل أو عون من المؤسسات النفعية ، لذا فقد كانت الصبغة التي تصبغ الاعلام العربي في أمريكا بالسطحية والعاطفية والإثارة لكوامن الكره وعدم المحاورة مع الآخر ، حيث يمكن وصف الصحافة في أمريكا بأنها محجبة وخاصة بمن يقوم بنشرها والصرف عليها ، وقل أن ترى فيها منطقا يتناسب مع العقل وتقدم المناهج التحليلية مما يفيد العرب المهاجرين أو يزيد من أثرهم وتأثيرهم في السياسة الأمريكية . فالأمن لإسرائيل والحديث عن مفاسد بيع السلاح وتكديسها ، وعوائد نفط العرب خطوط حمراء سواء في الإعلام العربي داخل أو خارج الولايات المتحدة ، أما من يشتهر من الإعلاميين العرب وحتى علماؤهم فهم يشتهرون بولائهم لجهات رسمية حكومية في بلاد العرب ، وأعرف شخصيا عشرات الأساتذة والعلماء ممن يعملون في الجامعات الأمريكية ولهم اتصالات بالإعلام الأمريكي ويتمتعون بشهرة زائفة ، بأن وظائفهم في تلك الجامعات ورواتبهم مدفوعة من دول نفطية لها منح وكراسي مقابل تبرعاتهم لتلك الجامعات ، وتاريخ القادة العرب طويل في هذا المجال ، وقبل أن يتسلم كلينتون الرئاسة في الولايات المتحدة كان قد تلقى منحة تزيد على العشرين مليونا من دولة نفطية ، وظفت عددا كبيرا ممن يدورون في فلك التقليدية الجاهلة من الأقليات العرقية والدينية ممن يسيرون في فلك الجهالة وعدم العلمية في قراراتهم وأبحاثهم. وكاتب هذه السطور لم يحظ بالمنح الملكية لعدم جدواها في تقبل الرأي العلمي والصراحة العلمية حتى بشفافية مطلقة. والحمد لله .
والحديث عن الإعلام مستقبلا فإنه لن يتغير كثيرا ، طالما أن أموال الأغنياء من الجهلاء يملكون صحفا غير مطهرة ويملكون قنوات فضائية تشد البشر إلى الجهل والرذيلة أحيانا ، بعلم أو بجهل، والاعتقادات الخاطئة واللامنطقية وأقل ما توصف به بالتقليدية العمياء ، لتسكن آلام الفقراء وتعد البؤساء بجنة عرضها السماوات والأرض ، وهم لا يملكون شبرا من أرض في حياتهم أو دولارا في حسابهم البنكي ، وتساعدهم على الصبر على المظالم واعمال الفاسدين ممن حازوا ويحوزوا ثروات الشعوب ويملكون الأرض ويستعبدون العقول التي يتصف بها العباد. متناسين العدالة الإلهية في خلق العقل البشري ليكون منهاج تفكير وليس عاطفة فقط تؤدي إلى الفبور أسى ولوعة من مقارعة الحياة وفسادها وظلم حكامها ومالكي ثروتها .
وفي الختام نصل إلى القول إن الإعلام العربي موجود ولكنه في طور الطفولة ، أو قارب مرحلة المراهقة ، وهذا الحكم قد لا ينطبق على بعض الصحفيين العرب الذين هم على مستوى عالمي في الكتابة والتحليل وهم عدول في مقالاتهم ، وهذا يعني أن الصحافة العربية والإعلام العربي ما زالا يعتمدان على الغير ، إذ ليس هناك من مميزات تجعلهما بالغين أو دلفا في مرحلة البلوغ ، وستمر سنوات بل عقود قبل أن يصل الإعلام العربي تلك المرحلة المثالية التي يسعى إليها ويتطلع لها بعض الصحفيين العرب الأحرار والعقلاء خاصة الفقراء منهم . ولن تكون في أيامي القصيرة الباقية من عمري .
www.arabamericanencyclopedia.com
يرجى التكرم بعد قراءة هذه المقالة إذا وافقت هوى في نفوسكم أن تخبروا أصدقاءكم عن طريق الموبايلات أو وسائل الإتصال الإلكترونية الأخرى لتعم الفائدة من المعلومات فيها، وشكرا لكم.
Note for readers: If you like this, please MOBILE it , or IPhone it to friends and love ones, THANK U.
Special Thanks to Female and male Principles and teachers in USA, Great Britain,and EU for selecting some of the author’s publications (55 stories 4 Kids , Qandil Umm Hashim, Hay bin Yaqzan-Ibn Tufail, Shu’ara al Arab: Zuhayr bin Abi Salma and Ibn Zaydun: Andalus Poet) bringing up our children in Diaspora. I appreciate. Thank you!
Hasan Yahya is an Arab-Palestinian-American theorist, sociologist, philosopher, writer and historian. He’s a former professor of Comparative Sociology and Educational Administration at Michigan State University, Lansing Community and Jackson Community Colleges. He is the Board Editing member at International Humanities Studies (IHS) Journal (Jerusalem-Spain) and several other USA, journals. Dr. Yahya is the originator of Arab American Encyclopedia and Ihyaa al Turath al Arabi fil Mahjar-USA. His (270 plus) publication may be observed on Amazon and Kindle. To reach the writer: Email:askdryahya@yahoo.com
Dr. Yahya Credentials: Ph.D in Comparative Socioloy 1991, Michigan State University.Ph.D in Educational Administration, Michigan State Univ.(1988). M.A Psychology of Schools Conflict Management, Michigan State Univ.1983. Diploma M.A, Oriental Studies, St. Joseph Univ. Beirut, Lebanon. (1982) B.A Modern and Classical Arab Literature, (1976). Life Achievements: Publishing 260 plus Books and 1000 plus articles.
You may find the writer at:
Twitter Facebook Google Videos and Books UTube & Amazon
Thank you All….God Bless
Hasan Yahya On Amazon
هدايا الدكتور يحيى مجانا للقارئات والقراء العرب والمربين والمربيات وطلاب الجامعات
You may read and use these books FREE of charge by clicking on it.
يستطيع القراء قراءة واستعمال هذه الكتب كما يحبون مجانا بالضغط على العناوين باللون الأزرق
Dr. Yahya FREE Gifts to Readers
Political Models in the World Presentation
منشورات وكتب بالعربية والانجليزية – أول ثلاثة أشهر لعام 2013
Diwan al QADAR, Shi’r ديوان القدر : شعر –
قياسات الدكتور يحيى للبحوث النفسية والاجتماعية (غير منشور)
طرق التدريس الكلاسيكية والحديثة Modern-Classical Teaching Methods
منشورات وكتب بالعربية والانجليزية – أول ثلاثة أشهر لعام 2013
بلادي العربية _ كتاب تعليمي للأطفال
مسرحية مترجمة : مسرحية الدخيل باللغتين
كتب دينية حول الأخلاق العربية والإسلامية
وتعتبر هذه الكتب ضمن صدقة جارية أو علم ينتفع به ، استنادا للأثر الكريم ، والسلام عليكم وكل عام وأنتم بخير
Pingback: Arab Media in America, Past, Present and future- الإعلام العربي في أمريكا وخارجها ماضيا وحاضرا ومستقبلا | www.arabamericanencyclopedia.com