Interview With Hasan Yahya-حوار مقال مع الباحث و الشاعر و الإعلامي حسن يحيى


غلاف كتاب نانا للمؤلف

حوار مقال مع الباحث و الشاعر و الإعلامي حسن يحيى بنهكة بوعزيزي وميدان التحرير!

حاوره عبدالواحد محمد

ممثل صحيفة مقال الكويتية الإلكترونية بجمهورية مصر العربية

هوأقرب للباحث الفيلسوف والشاعر الذي يضعك علي قارعة الطرق بكل يسرلفهمه العميق للحظة الراهنة والتاريخية والمستقبلية كما أنه ناتج خبرات تراكمية كرحالة وإعلامي يتمتع بحس نفسي وأمني ومعرفي قائم علي منهجية التعامل مع الآخر مهما كان لونه جنسه ديانته وهذا تجده كشاهد حقيقي من خلال شخصه الفاعل في عالم مفتوح ومن سطور كتبه العلمية والأدبية والفكرية وتلفزيونه الخاص الذي أرسي فيه ملامح لخطاب تجديدي كما فعل في منتصف القرن التاسع عشر الأمام محمدعبدة وغيره من رفاق الدرب بل هو المترجم لكثير من إبداعات شابة في في مجال القصة القصيرة والرواية العربية ودواوين الشعر وسائر الأبحاث العلمية أنه الدكتور حسن يحي عربي الهوية فلسطيني الجنسية والمغترب في أمريكا منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمان لم تبدله فتنتها وبريقها بل زادته أصرارا علي عروبته وأهتمامه بتقديم كل عون للشباب العربي يعيش بينهم ويتكلم العربية رغم أجادته للعديد من اللغات كما بهرته ثورتي تونس ومصر بكل تفاعلاتهما السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية تمرداعلي النظم الديكتاتورية وغياب العدالة والديمقراطية فهو الليبرالي الأقرب للصوفي في الميدان يكتب تاريخ وطن بلغة الأحرار ..

س: البداية من أي طريق مضيتم بالشعرعبر رحلة طويلة من الجهد والعمل المصني في بلاد المهجر؟
ج: اسمح لي بتقديم نفسي بأبيات من الشعر حيث أقول:

ملحوظة :من شعر الأديب العربي في بلاد المهجر الدكتور حسن يحيى (الملقب بغريب الديار)

أنا لست بشاعر جاد القوافي الحب أنطقني أليس الحب بكاف

فالشك بأيد الحب أمر جليل كالشك في – لا يخفى على الله خاف-

وحب مكة أبقى من كل حب رغم كل قريش وأنف عبد مناف

وأنا أمير اللسان همتي عالية عالم فيلسوف هائم في عالم تافه

أنا من أمة يشهد التاريخ لها شرفا متوجة وأخلاقا رغم الخلاف

وفلسفتي في الحياة أن أعيش حرا دون ظلم أو تهديد من العراف

ولن يؤثر في مركزي أو مقامي جاه السلاطين فأنا من الأشراف

فقد زادني العلم وما حصلته شرفا وسلطانا ، فهو حارسي بالأسياف

فليركع الراكعون وليسجد الساجدون لغير الله ، خالق العباد وسورة قاف

ومهما طال في الدنيا عذابي فأنا بالعلم لا بالمال ، سوف يكون اسرافي

فلسطين موطني رغم كل الناكرين تاج على مفرقي ، ولو ظل الزمن جافي

أنا باختصار شديد إن سألت ، إنسان عربي رماه الدهر في أقصى الفيافي

س. في سطور عرفنا بنفسك، من هو الدكتور حسن عبدالقادر يحيى ؟

ج. أنا لست بشاعر جاد القوافي الحب أنطقني أليس الحب بكافي
أنا باختصار شديد إن سألت ، إنسان عربي رماه الدهر في أقصى الفيافي
. فأنا إنسان عربي مفكر ليس أكثر ولا أقل. عاش في أكثر من تراث شرقي وغربي وما بينهما ، وما يجعلني مميزا هو التفكير العقلي المنطقي الذي أتخذه دون أن يتأثر بالعاطفة التي يتسم بها السياسيون والتقليديون من أولي الأمر في العديد من البلاد العربية والإسلامية . فأنا أفكر بعقلي …. إذن أفكر أخلاقيا بمنطق عقلاني ومعظم كتاباتي حول العدالة والمساواة وإتاحة الفرص المتساوية في التوظيف والحياة الاجتماعية .
س. لكم سلسلة من المقالات التي نشرت في صحف عربية وغير عربية وأحدثت ردود أفعال لدي الجمهور فما هي تلك المقالات وهل يستطيع الكاتب في عصر التكنولوجيا أن يكون متفردا كما كان في السابق؟

ج. ليس للعقل البشري حدود في مجالات التفكير ، فالإنسان يفكر وهو يأكل وهو يشرب وهو يعاشر طرفا ثان ، ولا ينتهي التفكير إلا بانقضاء العمر ، والتفرد صفة شخصية لها مهارات وصفات يختلف فيها الفرد عن غيره من البشر . ومقالاتي كلها تدعو إلى التبصر بعادات الناس ودور العلم والحصافة العقلية فيما يقرأون ، وقد أفادت مقالاتي العديد من القراء في أوطان كثيرة فاقت رقعة العالمين العربي والإسلامي ، وبعض ما كتبت تراه مترجما إلى عدة لغات أخرى ، لذا فإن المنفعة لا يقصد بها لون أو عرق أو دين أو سن. من هنا ساعدت وسائل الاتصال قراء من عدة شعوب على التعارف والاستفادة مما أكتب. وهناك اتصالات بيني وبين عدد من القراء للاستزادة أو الاستفسار عما كتبت .

س. للإبداع العربي فلسفة خاصة في الشرق فهل له مثل هذه الكينونة في الغرب وخاصة أمريكا عقب الهجرات العربية المتتالية منذ أوائل القرن العشرين وفي ظل العديد من التساؤلات حول الموقف الامريكي العربي بعد الحادي عشر من سيتمبر ؟

ج. أعتقد أن الشرق شرق والغرب غرب ، أعني أن لكل منهما فلسفة وتاريخ مختلفان ، ومن ناحية الإبداع فإن صوره أيضا مختلفة ، فكما تعلم أن الإبداع كالأشجار الباسقة تترعرع بوجود الماء والشمس حتى تعطي أكلها ، والإبداع يحتاج أيضا إلى غرس علمي بحيث يترعرع في بيئة تتمتع بالحرية والعدالة الاجتماعية وإتاحة الفرص ، والفرق بين الشرق والغرب في هذا المجال لا يمكن تجاهله أو غض الطرف عنه ، فغياب الحرية والعدالة الاجتماعية في عالمنا المشرقي يؤثر طرديا مع قلة الإبداع والابتكار .
أما المهاجرون من البلاد المشرقية في أمريكا فإن التأقلم لتراث الولايات المتحدة الذي تغلفه الحرية وسيادة القانون، يأخذ وقتا يطول أو يقصر بناء على شخصية المهاجرين ، فالشباب عموما أسرع تأقلما من آبائهم وأجدادهم ، والأجيال الجديدة أكثر انخراطا في المجتمع الأمريكي وأكثر ثقافة وأكثر مهارات في التواصل خاصة وأنهم تخرجوا من المعاهد الأمريكية ، وقد كان الشباب العربي بعد الحادي عشر من سبتمبر دور حيوي في نبذ صورة الإرهابي النمطية التي التصقت به ظلما وعدوانا يدلان على قلة المعرفة بالتراث المشرقي من قبل الأمريكيين سياسيين ومدنيين . ومن آثار 9/11 الإيجابية ، ومن عادة الأمريكان حب الاستطلاع والاطلاع على التراث للشعوب الأخرى فقد نشط الشباب في تقديم صورة العربي الجديد ، وفي الوقت الحاضر كان لثورة 25 يناير في مصر الحرة أثر إيجابي في مساعدة المبدعين من العرب أن يلقوا آذان صاغية لما يقولون ويقدمون من دفاعات عن الصور النمطية التي لحقت بهم من 9:11. حيث إن الكرامة العربية بدأت تتبلور بعد الفشل المتكرر والانسحاق السياسي خلا الخمسين سنة الماضية .
س. علاقة المثقف العربي بالسلطة هل هي نفس علاقة المثقف الأمريكي بالسلطة ؟

ج. الإنسان المثقف محيط بنفسه ، فهو يستزيد عن طريق المعرفة والاتصال بالآخرين عن طريق السمع والبصر . ولكن السمعة عن العرب أنهم لا يقرأون وهذه واقع محزن ، وفي أنظمة كثير من الدول المتقدمة ينخرط طلاب المدرسة الابتدائية في مناهج دراساتهم التحضير لقراءة الكتب والمسرحيات ونقد الفيديو والأفلام . حيث يقوم الكالب أو الطالبة بقراءة كتاب كل أسبوع أو عمل بحث أو وصف شخص أو الكتابة لسياسي وهي نشاطات تشجع على البحث والتمحيص بطرق علمية تصبح عادة عند المواطنين عند الكبر. وفي أيامنا وإن طغى الإنترنت على كل ذلك إلا أنه أضاف سرعة في البحث ودروب القراءة . وأهم ما ينتفع به طلاب المدارس القراءة والكتابة ، وفنون الحساب ومعرفة اللغات ، حتى يصبحوا مثقفين وعاملين في المجتمع من خلال تخصصاتهم فهم يؤثروا ويتأثروا بأحداث مجتمعهم . لذا تختلف علاقة المثقف في الغرب مع السلطة عن علاقة المثقف العربي مع السلطة التي لا تدع له مكانا في المشاركة السياسية أو حتى المشاركة المدنية إلا عن طريق القبلية أو الشللية أو المحسوبية .
س. لماذا نرى الصراع الفلسطيني داخليا بين منظمة فتح وحماس ولمصلحة من يستمر هذا النزاع الوطني؟

ج. كتبت مؤخرا مقال أحلل نوع الدولة المحتملة أو المتوقعة في فلسطين . وكتبت مثالا آخر عن مقارنة ما جرى من ثورات التغيير في إسبانيا وفرنسا وأمريكا ، فلم يكن هناك شبه مع ما يحصل في فلسطين ، لأن تلك التورات لم تصلح فيها المجتمعات إلا بعد ثورات عارمة وقتال عنيف دموي حتى انتصرت وسارت في طريق الحضارة ، وفي فلسطين إقترحت مثل ذلك القتال فلا يجوز أن يبقى الإنقسام بين حماس من جهة وفتح من جهة أخرى ، وعليهم الصراع من أجل وحدة الصف ، وقد لا يكون المنتصر على حق ، ولكن وحدة الكلمة قد تأتي بالإصلاح والتحرير أفضل من التشرذم دون سقف فوق الرؤوس، وعلينا أن نقول أن الفلسطينيين ليسوا كلهمن فتح أو منتسبين لحماس فكلاهما مهتريء بأفكار تقليدية وعادات عفى عليها الزمن ، وليس عند أحدهما هدف يخدم عام الفلسطينيين ولا يحل مآسي اللاجئين ، ولا يدعم وحدة العرب من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة ، وفي رأيي المتواضع ، أن حماس وفتح بعد ثلاثين عاما ليسوا بأفضل حالا من النظم العربية في مصر أو تونس أو غيرهما قبل ثورة الياسمين و ثورة ميدان التحرير. وعليه فإني أقترح إقصاءهما عن الحكم وتسليم مقاليد الحكم للشباب لا للمحسوبيات ولا لأصحاب اللحى ، فالمستقبل يريد صفاء فكر والفكر يحتاج عقولا لإدارة المستقبل ، دون النظر إلى أن المكتوب مكتوب عند حماس ، أو أن الحاصل أفضل من المستحيل عند فتح . وكلاهما من تقاليد الحكم البالية مع تقدم وسائل التواصل والاختراعات في مجالات العلوم المختلفة فاستخدام ما ميز الخالق به الإنسان عن الحيوان أمر لا مفر منه للحياة بسلام مع النفس ومغ الآخرين ، حيث إن الجميع قصيروا الأعمار.
ولي كتابان حول القضية الفلسطينية أحدهما دراسة مقارنة عن اليهود والعرب وهجرتهم من وإلى فلسطين وهي دراسة اجتماعية تحليلية والكتاب الثاني وضعت فيه كتاب بروتوكولات حكماء صهيون باللغات العربية والإنجليزيو والإسبانية . وهما على أمازون.
س. من هم أهم أبرز الكتاب العرب اليوم في أمريكا وهل الكتاب الشباب لهم قاعدة بين الجمهور الأمريكي؟

ج. أمريكا بلاد مفتوحة ، والفرص لا حصر لها ولا قيود ، والقانون سيد الأحكام ، والأموال لها دروب للصرف يشمل جميع الأفراد حتى لو استغني عنهم في وظائفهم. ومشافيهم مفتوحة لكل العروق والألوان والأعمار من البشر ، والقضاء حي وشريف إلا ما ندر ، لذا فإن الكتاب العرب رجالا ونساء متساون في العمل من أجل مستقبلهم ، دون أن يتدخل أحد من حولهم ، والجامعات مفتوحة على مصراعيها إما مجانا للمبدعين وإما مدعومة من الدولة للجميع عن طريق القروض أو تقديم فرص العمل والتدريبات المدفوعة لتساعد على الشعور بالمسؤولية التي يتأخر الشباب العربي في تحملها ، فيبقى أكثرهم عالة على أبويه حتى يتخرج من الجامعة ويصبح عاطلا عن العمل لا يستطيع أن يتحمل مسؤولية نفسه ولا القدرة على تحمل المسؤولية في إنشاء أسرة . والكتاب العرب كثيرون ولكنهم غير متحدين ، ومازالت العادات والتقاليد تتحكم في كثير من العرب المهاجرين في طريقة لباسهم ومعاشهم وطعامهم .
أما قاعدة الكتاب العرب فهي أفكارهم ومن يقبلون بها . وليس هناك مؤسسات تساعد على إيجاد قاعدة بين الجماهير ، وكل كاتب مبدع يكون اتساع شهرته باتساع قاعدة معارفه الشخصية وتسير معه في فترات حياته تبدأ بالمعاهد التربوية ثم أماكن العمل والاحتراف . أما البارزون من الكتاب العرب فكثر ، وهم غارقون في تحمل مسؤولية العيش بكرامة . ونشاطات معظمهم لها ارتباط ديني أو سياسي أو عقائدي ، ففي أمريكا الشمالية (الولايات المتحدة وكندا) العديد من الكتاب ولكن قلة المؤسسات التي تجمعهم وتستثمر ابداعاتهم يمنع من انتشارهم وشهرتهم. وقد قامت مؤخرا اتحادات تأخذ بيدهم وإن كانت متأخرة ، إلا أنها حريصة على سد الفراغ في هذا المجال. ومنها احاد الكتاب العرب والمسلمين واتحاد العلماء المسلمين ، واتحاد الأطباء المسلمين ، واتحادات الطلبة التي كان لها أثر في ترسيخ المعرفة والتواصل بين العرب والمسلمين من جهة وبين المجتمع الأمريكي .
س. من يكتب تاريخ أمريكا المعاصر السياسي أم المثقف وخاصة بعدما سادت الألفية الثالثة العديد من الصراعات الفكرية وكان من بين هؤلاء المفكرين صامويل هنتنجتون صاحب الكتابان مثيران الجدل وهما صدام الحضارات عام 1986 والثاني من نحن ؟ عام 2004 ميلادي ؟ والشق الثاني : صراع الحضارات بين الشرق والغرب كيف تطل عليه مع بدء الألفية الثالثة وهل يستطيع العرب العودة لسابق حضارتهم ؟

ج. من ينظر إلى العرب اليوم ومكانتهم في التاريخ المعاصر فقد يجهش بالبكاء على ماهم فيه من جهل وفقر وتأخر ، فإن وضعهم في ذيل الأمم حضارة من النواحي العلمية والتقنية والاستثمارية . وما نراه من صراع بين الشرق والغرب لا يمكن تسميته صراع وإنما يمكن أن نطلق عليه التلقين الأعمى للأفكار الدخيلة ، والابتكار والإبداع كما تعلم ممنوع في بلاد العرب والمسلمين إلا في مجال مدح أولي الأمر والسياسيين وأنماط رجال الدين وتحقير المرأة ، أما الإبداع الفكري الذي يميط اللثام عن الجهل والعدالة والحقوق الإنسانية فهو مطموس ومحارب على كافة المستويات ، فمثلا يبقى الشاب والشابة حتى سن الثلاثين وهم معتمدون على أولياء أمورهم ، يعطون الفرصة للمجازفة بالإعتماد على أنفسهم ، وخاصة الإناث . فهي لا تستطيع الإفلات من العادات والتقاليد والبراقع والحجاب دون هجوم من الذين يقدسون التراث المتخلف ، فيمنعون تقدمها ويستهجنون أفكارها ويستغربون أفعالها وتصرفاتها حسب عصرها .وتقوم المؤسسات بتسيير أعمال ومصالح الشعب بطرق تقليدية دون احترام للإنسان ، ولا فعصور الظلام ولت في بلاد الغرب ولكنها مازالت تعشش في زوايا العالمين العربي والإسلامي. فأبناء العائلات هم المتحكمون في السياسة والمجتمع ، أما أبناء الفقراء فهم مشغولون بالتفكير في تهيئة لقمة العيش والبحث عن وظيفة أفضل . حيث لا يوجد من يأخذ بيدهم لانتشار المحسوبية ووتفضيل التفاضلية حسب الجاه والسلطان والثروة دون اعتبار للعقل المفكر الذي يدعو للإصلاح . فأنت تعلم أن الفلاحين في مصر لم يكونوا يقبلونحيث كان التعليم حكرا على أبناء الأغنياء في مدارس الدولة حتى جاء المفكر المصري المرحوم الدكتور طه حسين ، حيث أصبح التعليم إلزاميا لكل أبناء الشعب في صعيده ومدنه من بعده . ومع هذا بقيت نسبة الجهل بين أفراد الشعوب عالية مقارنة مع المجتمع الشيوعي والأوروبي والأمريكي الذي قاربت نسبة المتعلمين فيه إلى المائة لمن هم دون الخامسة عشرة . بينما نجد في العالمين العربي والإسلامي نسبة لا يمكن إغفالها من الأميين وخاصة بين النساء . فليس هناك صراع إلا على الأنانية المفرطة ….. والمصالح التجارية بين أفراد ومؤسسات وليس بين حضارات .
وما يتمتع به الغرب من حضارة ليس نظاما عادلا أو كاملا يمكن تطبيقه بجهل وعدم دراية أو نصارعة حتى لا يطغى على تراثنا ، فأنت تعلم أن الرأسمالية تساوي بين تزايد أعداد الأغنياء كما الفقراء ، ولكن هناك مؤسسات حسب القوانين تحاول تطبيق العدالة وتنادي بحقوق الإنسان ، ومهما أخفقت وانحرفت فالقانون ما زال يسري على الجميع ، أما في حضارتنا العربية والإسلامية فما زلنا نجتر بعض الأخلاقيات السماوية الرفيعة وحين ترتطم بأرض الواقع عمليا تجد الناس في بلادنا يلهثون وراء لقمة العيش ، فالعدالة الاجتماعية والمساواة والحرية كلها أقوال بدون أفعال. وليس هناك قانون يطبق في حالة الرأي الآخر . وما تعارف عليه الناس من عادات وتقاليد تهدم كل تفكير في العدالة والحرية والمساواة . فأنت ترى مثلا في العديد من الدول في شرقنا العربي والإسلامي كثيرا من الناس في كل مجال يعتبرون أنفسهم آلهة معصومة عن الخطأ وهذا سبب البلاء في أي حضارة ، فليس عندنا ما نصارع به الحضارات الأخرى فالعقول مسجونة ، والتفكير ممنوع ، والعدالة من السماء ، والحرية للمجموع ، والتجديد أو الإبداع في التفكير بدعة ، والبدعة كما تعلم يرسمها الشيوخ بأنها توصل إلى النار إلا ما كان منهم . ومن أجلها كمت الأفواه ، وسجنت العقول ، ومنعت الأقلام من الكتابة ، وزادت الأمراض النفسية والعضوية . وبعد أن رأينا ثورة مصر الحرة وشبابها وفي تونس وهضابها وفي ليبيا مع قذافها ، يمكن أن نقول أننا بدأنا في صريق الصراع مع الغرب وحضارته حيث يشترط في الصراع عوامل مشتركة ، ولعل في نبت مصر الثرية بشبابها التي أعادت للعرب كرامتهم ، أن تقود الصراع مع الغرب على أسس علمية في طريق العلم والبحث باتجاه الوحدة والمساواة والعدالة الاجتماعية . حيث لا يمكن الدخول في صراع دون كرامة ودون عدالة ودون عمل .
س: شعراء عرب لكنهم سياسين في خطابهم الشعري وكان لهما كثير مما نشاهده اليوم في عالمنا العربي من ثورات أسقطت نظم عتيقة وجبارة من خلال المتلقي الفاعل ؟

ج. إذا دخلت إلى اليوتيوب ستجد مئات الشعراء غلى الفيديو تسمعهم وترى ما يتحدثون عنه . وتجد من كل بلد عدد منهم ، فهم نبض مشاعر الشعوب والمتحدثين عن أحلامها والرافعين لأخلاقياتها في الحب والحياة من مساواة وعدل واحترام متبادل بين البشر، والمهاجمين للفساد والانسيابية في التفكير وهم الداعون إلى عودة الكرامة والتغني بها حين تعود كما حصل في ثورة ميدان التحرير وما قام به شباب مصر الحرة من إعادتها بما فعلوا. فقد أعادوا الكرامة التي فقدت لسنين طويلة ، فعادت بالعمل الوطني الفعال ليس إلى مصر وحدها بل للعالمين العربي والإسلامي فس وقت قصير. وفي مصر عشرات الشعراء ممن كان لهم السبق في الإسهام في الثورات والشعب يعرفهم فهم كثر . ولي عن مصر بعض الفيديوهات عن الرياضة : فيديو بحبك يا مصر ، وعن الشاعر المصري المحبوب : عبدالرحمن الأبنودي وعمر الشريف .وعن ثورة الشباب حيث كان الجيش يبدو أنه سينحاز للنظام ، لأن المدرعة كانت تقف بالعرض في الشارع لتقليل المرور للسيارات على الجسر .
س. ما هي مشاريعكم الثقافية الحالية والمستقبلية ؟

ج. ليس عندي مشاريع مستقبلية لسبب مقنع على ما أعتقد ، حيث إن مشاريعي يومية تبدأ بفكرة وتنتهي بمقال أو كتاب أو محاضرة ، أو ندوة أو مقابلة ، فالأحداث سريعة ومعقدة مع ازدياد عدد سكان العالم عامة والعالمين العربي والإسلامي بصفة خاصة . أما مشاركاتي في المؤتمرات الدولية ففي سبتمبر يوجد مؤتمر في كوالالامبور –ماليزيا ، ومن المشاريع البحثية ما يستحق تخطيطا وبحثا دقيقا في مجالي مستقبل العرب والمسلمين ومستقبل طرق استغلال التبادل التجاري والاقتصادي بين الدول بما يعرف باستثمار رؤوس الأموال والمشاريع المشتركة مما يطلق عليه ( Venture Capital)وهو من المواضيع التي لا يوجد منها إلا قليل من المؤسسات في الدول العربية ، ففي كل من مصر مثلا والسعودية وباكستان مؤسسة واحدة تقوم بالاستثمار بينما عدد هذه المؤسسات الاستثمارية يفوق المئات في أمريكا وكندا وبريطانيا وفرنسا . لذا فإن المفكرين العرب من مهندسين وأطباء وفلاسفة لا يمكن أن ينهضوا أو يوجدوا حضارة عالمية إلا عن طريق البحث العلمي الذي تدعمه هذه المؤسسات الاستثمارية ، فالاختراعات تحتاج بحوثا طويلة وأوقات أطول كما حصل في الغرب في مجالات الإلكترونيات والمواصلات والتواصل والصحة والسلامة وإنتاج الغذاء . والشعوب العربية كما تعلم تعيش في بلاد لا تلبس مما تصنع ولا تأكل مما تزرع ولا تدافع عن نفسها بما تملك ، فهي في أمس الحاجة إلى توزيع الثروات على مستحقيها ومشاريعها العلمية في مجالات التصنيع والزؤاعة واكتشاف الأدوية لأمراض العصر بطرق تقنية خاصة في مجال الغذاء والمحافظة على البيئة والسياحة ,
س. الإنترنت فجر ثورة علمية وثقافية وسياسية كالتي شهدتها تونس ومصر فما هي القيود التي يمكن أن تحد مستقبلا من دوره أم سيواصل طريقه بلا إنقطاع ؟

ج. ليس المهم الفيس بوك أو تويتر، بل المهم من يستخدمه لصالح البشر، وكان الشباب العربي في مصر الأبية أول من استخدم المهارات الإلكترونية لإحراز النجاح وكتابة تاريخ جديد في الثورات يختلف عن الثورات التقليدية في التاريخ. شباب تسلح بالعلم والتمحيص والتدقيق وحب الغير حتى قفز الحدود فينظرته العالمية نحو حقوق الإنسان والعدالة التي كان الحديث عنهما يودع المحدثين غياهب السجون في كثير من الدول. وباختصار فإن دور المخترعات التقنية ووسائل سرعة التواصل ستبقى لها أهميتها ، وكما قلت لك أن المستخدم ومهارته في استعمالها أهم من وجودها. بالإضافة إلى الحس العالمي يمكن لهذه التقنيات قيادة العالم وليس بلدا واحدا فقط داخل حدود وهمية صدقها الناس فتحددوا في داخلها وفقدوا الأساس العلمي في تعارف البشر ، وهو التعارف والتبادل للمعلومات وحتى الأرزاق والمصادر.
س. ماهي روافدكم الثقافية الذي نهلتم منها الزاد في تجربتكم الإعلامية الثرية ؟

ج. يا أخي… أنا إنتاج حضارتين عظيمتين. الحضارة العربية وما يغلفها من عقيدة جمعت كل الأخلاق في أديانها ، وحضار الغرب التي تستند على التفكير العلمي والبحث الدقيق في كل ما أكتب. ولكن الفلاسفة من الفقراء قل أن يستمع إليهم أحد من الأغنياء والسياسيين. فروافدي علمية وحضارية تضم العالم وأساليبه العلمية في تحسين صورة الإنسان واستغلال أفكاره ومهاراته فيما ينفع المجموع الإنساني وليس الفرد فقط. ولعل المعرفة هي ما أتطلع إليه عند كتابة مقال أو بحث أو تحليل، المعرفة التي تعتمد مناهج البحث والتدقيق والقياس.
س. كيف يكتب العرب تاريخا جديدا لهم بعيدا عن الأيديولوجيات العقيمة والطائفية وغير ذلك من العلل التي تعوق نهضتهم ؟

ج. خلال الخمسين عاما أو تزيد كان العرب كأمة مرض مزمن لكل المفكرين والكتاب العرب. لأن المشكلة رسخها المستعمرون الأوائل ، وظن العرب وأنظمتهم أنهم لا يستطيعون التغيير نحو الأحسن ، فالإقليمية تكرست، والأنانية انتشرت في مناهج التربية والتعليم ، والأنانية كما تعلم تدفع إلى حب الذات وكراهية الآخر، وهي من أمراض الأنظمة السياسية ، بما يتنافى مع حقوق الإنسان ، مثلا كل بلد بدأت تقول بلدي أولا من ناحية الحقوق والواجبات متناسين البلدان المجاور ة ، واللغة والتاريخ المشترك . فأصبح لكل دويلة تاريخ وشعب ولغة ومصادر تتفاوت فقرا وغنى ، فماذا تتوقع من كتاب التاريخ وفكر المثقفين إذا ارتكزوا على سياسة الأنانية وتمجيد الذات في كل بلد ، دون أن يكون هناك شمول في نظرة المؤرخين والكتاب. فكتبهم تعتمد على المحسوبية وتمجيد السلطان ومن يدور في فلكه ، وليست البلد المحدد بحدود جغرافية إلا تقليل من فعالية الأنظمة وتحديد نظرتها التي يجب أن تشمل العرب جميعا . عندها يكون لكتاب التاريخ والمفكرين احترامهم ومكانتهم في المجتمع العربي كلة وليس في بلد واحد محدود النظرة . أما مناهج اكتابة التاريخ فلا يختلف عليها إثنان وقد أثبتها قبل مئات السنين رائد علم الاجتماع وعلوم التاريخ ، العلامة ابن خلدون في كتبه. حيث يصر على الشك فيما يقال وإعمال الفكر فيما يسمع وتحليل المعلومات ووزنها ومقارنتها بما يعرفه العقل دون خيال واسع تائه في التصور في التعظيم للأشخاص دون تبصر وتمحيص وتدقيق.
س. تلفزيون الدكتور يحيى الذي تملكونه في أمريكا يعد نافذة مضيئة لعالمنا العربي في ظل عولمة إعلامية عالمية فما هو رسالته التي تحرصون علي تقديمها للمشاهد العربي بصفة خاصة وللأجنبي بصفة عامة ؟

ج. إذا اطلعت على الرسالة والرؤية والهدف من إقامة محطة التلفزيو ن في أمريكا وتوجيهها للعرب ستعرف أنها تتضمن ما يلي :فمن ناحية الرؤية والرسالة: فهي إعلامية تربوية للتواصل مع الناطقين بالعربية في بلاد الغربة ومنها أوروبا والأمريكتين ، ومن حيث الأهداف فإنها استقلالية من حيث توصيل المعرفة بقالب ترويحي وهي مملوكة بالكامل للدكتور حسن يحيى .
س. تآملاتكم في الصحافة الأمريكية هل نراه عنوان لمقال تحليلي قادم ؟

ج. لي عدة مقالات حول الصحافة الأمريكية ، وهي تنتقد الوضع العام للصحافة الأمريكية خاصة فيما يختص بالسياسة والمواقف متعددة الوجوه من قضايا العالم ، خاصة ما يخص العرب عموما وعلاقاتهم السياسية مع الولايات المتحدة . ولي مقال بالإنجليزية بعنوان :أهحراف وسائل الإعلام والأخلاق: نقد توم جروس
ومقال من أربعة أجزاء حول انحراف وسائل الإعلام في الولايات المتحدة تجده منشورا على أميزينز : ولي مقالات سياسية في نقد السياسة الخارجية وموقف الولايات المتحدة من القضايا المشرقية خاصة ما يتعلق بالقرارات التي تخص قضية فلسطين في الأمم المتحدة . ومنها مقال نقدي تجده هنا :

س. المنتديات الأدبية والصالونات الثقافية في أمريكا إلي أين ؟

ج. النشاطات في أمريكا والمنتديات الأدبية والتخصصية تابعة لمؤسسات ثقافية ، وتكون نشاطاتها حسب العضوية . وهذه المؤسسات تتبع التخصصات المختلفة في العلوم والثقافة والتاريخ والجغرافية ، وعلوم الاجتماع والطب والهندسة . وفي وصف يمكن أن يكون حياديا فإن هذه المنتديات تنقصها الإدارة احيانا وضيق الأفق وتقليص فعاليتها وإسهاماتها . فكما تعلم أن معظم هذه المؤسسات مدعومة من أشخاص لأنها لا تتلقى دعما من الحكومة الأمريكية لأن العرب ليسوا محسوبين كمجموعة أقلية كاليهود والسود والمكسيكيين وغيرهم . ومن مشاكل هذه المؤسسات عدم اندماجها مع المجتمع الأمريكي الواسع إلا ما ندر ، خاصة بعد أحداث 9/11.
ويتبع الصالونات الاجتماعية الصحف ومحطات التلفاز والراديو ، وإقامة الحفلات العامة ومشاركة المجتمع الأمريكي في احتفالات الأقليات . وعيب الصحف أنها محدودة الهدف والمصادر المالية والعرقية ، لأن أكثرها لا ينطق باسم العرب ولا يمثل العرب جميعا في الولايات المتحدة . وأكثر الصحف نشاطا هي الصحف الشيعية لأنها مدعومة ماليا وروحيا من مصادر خارجية ، أما صحف أهل السنة ففي معظمها لا تلق بالا إلى الأوضاع السياسية نظرا لنوعية مموليها . وقلة من الصحف العربية الناطقة بصدق عن أحوال العرب في أمريكا ومعظمها مدعومة شخصيا من مؤسسيها .
س. المرأة العربية المبدعة في المهجر هل حققت ما كانت تعجز عن تحقيقه في الشرق ؟

ج. المرأة في كل مكان ما زالت قاصرة عن مجاراة الرجل في الحقوق والواجبات ليس في العالم العربي وحسب ، ولكن في كل أنحاء العالم . وما زالت الشعوب والتراث بشكل عام يبدو مترددا في إعطاء المرأة حقوقها الاجتماعية في تقرير مصيرها وحقوقها السياسية لتشارك في صنع القرار السياسي. أما المرأة العربية في المهجر فقد وجدت بيئة ديمقراطية تتيح لها التفرد والتميز بحرية وتتيح لها الفرص للإبداع دون قيود تقليدية كما نرى في كثير من دول العالم بما فيها العالمين العربي والإسلامي.

ج. ما هودوركم في نشر الثقافة العربية وهل توجد صعوبات تحد من دوركم الثقافي الكبير ؟
كل عمل فني أو ابتكاري أو نشاط تراثي يحتاج إلى إدارة وتخطيط ، والتخطيط فيه أهداف ، وتحقيق الأهداف يحتاج عملا متواصلا ، وفي أمريكا أنت مالك أمرك بعد الله ، ولديك كل الوسائل متاحة للإبداع والابتكار وليس هناك من موانع كما نشاهدها في عالمنا العربي… فالمجال مفتوح لكل أنواع الإنتاجات الفنية والترويحية والفكرية والثقافية . ودورنا مكمل لأدوار من سبقونا في هذا المجال .

س. الثورات العربية التي شاهدها العالم في تونس ومصر هل هما الضمانة الحقيقية للديمقراطية الغائبة وما هي السبل نحو تحقيق مكاسب استراتيجية تنعكس علي الوطن العربي وخاصة ثورة 25 يناير في مصر التي فجرت كثيرا من إبداعات شابة كان لها دوي عالمي ؟

ج. ثورة 25 يناير ثورة شباب والشباب هم مدراء وقادة المستقبل ، وقد شاركت في كتابة عدد من المقالات قارنتها بثورة الفرنسية والأمريكية ، وقد أشاد بفعاليتها ومناهجها في الإقناع بطريقة سلمية عدد من المفكرين والسياسيين . ولأول مرة يشعر العربي من الخليج إلى المحيط بأن الكرامة العربية التي غابت لسنين طويلة قد عادت بثورة الشباب في مصر وتونس . وقد احتفلنا في الولايات المتحدة بهذا الإنجاز العظيم في مصر الحبيبة ، فمصر لها وزنها الإقليمي والعالمي بين الدول . والثورات عموما تحقق أهدافا كثيرة ومن هذه الأهداف بالطبع مما لا يخفى عليكم العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية دون تعصب عرقي أو ديني أو جنسي .

س. سؤال متروك لشخصكم الكريم لم يأتي ضمن أسئلتي المتواضعة ؟

ج. سأختار سؤال حول النظرية القمرية والإعلام العربي ورسائل الدكتوراه الخاصة بي في مجال التخصص.
أما النظرية القمرية : فقد نشرتها في كتابين عامي 1994 و2008 وعام 2009 وهي نظرية جديدة لحل الخلافات بين الدول على أسس أربعة أولا: أن يكون هناك معلومات صحيحة متبادلة عن الأطراف المتنازعة ، ثانيا أن يكون هناك تفاهم متبادل بين الفريقين ، مما يؤدي إلى تقدير واحترام أيضا متبادلين وحقيقين ، حتى نصل في النهاية إلى هدنة عن طريق التعاون لحل المشكلات في المستقبل. فالعالم اليوم متشابك المصالح لذا فإن تبادل المعلومات الصحيحة دون ارتباط بأيديولوجية معينة ودون تسييس بعطفة دينية تعصبية يفضي إلى الفهم والاحترام المتبادلين بين الفرق المتنازعة للوصول إلى حل يفيد الطرفين رغم عداوتهما أو خلافاتهما . ويمكن تطبيق النظرية على مستويين : النفسي الذي يغطي خلافات الأفراد في الأسرة الصغيرة كالزوج والزوجة و أو المستوى الاجتماعي الأشمل على مستوى المؤسسات والدول والأقاليم وقد تتسع لتصل إلأى مستوى حل خلافات الشرق والغرب أو اختلاف الأديان والحضارات قديما وحديثا مما يفيد كتاب التاريخ ومن يقرأون التاريخ على أسس علمية سليمة .
أما حول الإعلام العربي ، فالإعلام في بلاد المشرق ما زال يحبو على أربع ، فهو معتمد كليا على المعارف والمحاسيب والفوضى في اختيار المواضيع وسرقة إبداعات المؤلفين والعلماء واستغلال أسمائهم في الصحافة دون مردود مالي وكأنهم بلا حقوق مشروعة ، وقل أن ترى بعض المحايدين المبدعين الذين يتبعون العلمية في أبحاثهم عن الحقيقة ، وقد ظهرت بوادر في عدد من الدول مثل الكويت ومصر العربية تنبيء بتقدير الكتاب والمتخصصين ، إإلا أن معظم ما نرى في الصحف والمجلات ودور السينما والمسارح ومحطات التلفاز في الأغلب ما هو إلا نتيجة إفلاس فكري ، واستغلال عواطف ليس وراءها إلا الانحلال الغير مباشر، خاصة ما يعرض فيها من دعايات انحرافية واستهلاكية لفئات معينة من المجتمعات ناسية أن ثلاثة أرباع المشاهدين ما زالوا يكافحون من أجل لقمة العيش. ومن أهم مشاكل الإعلام والتوجيه في العالم العربي عدم وجود المؤسسات المدنية التي ترعى الكتاب الصغار أو الكتاب الكبار فالأسماء القديمة لا تتغير وتأخذ نصيب المبدعين من الشباب بل وتمنعهم من الانتشار حيث إن معظم الكتاب العرب هم دون حد الفقر في الأغلب، بالإضافة إلى عدم دعم الكتاب والشعراء والفنانين في الدول العربية من قبل الحكومات العربية . فالطباعة أمر شاق والنشر أكثر صعوبة ، ولا بد من وجود مؤسسات ترعى المبدعين منذ الصغر وتحتضن المبتكرين من الكتاب والفنانين بحيث يكونون مطمئنين على معاشهم وتعطيهم الفرص المتساوية للتنافس الشريف في مجال الإبداع والابتكار والاختراعات.والاكتشافات العلمية .
أما حول رسائل الدكتوراه التي حصلت عليها فالرسالة الأولى علم نفس بعنوان السعادة بين الطلاب المسلمين في الولايات المتحدة ، وأما الثانية فهي ماكرو سويولوجي بعنوان: التغير الاجتماعي في العالمين العربي والإسلامي حيث كان البحث يتضمن خمسة وثلاثين دولة عربية وإسلامية ، وكانت المجالات التي تغطيها الدراسة للحصول على الدكتوراه: مؤسسات البناء والماء والأمية والصحة ، بالإضافة إلى علاقة وفيات الأطفال مع عدد من المتغيرات كمستوى الأم الدراسي ومساهمة المرأة في الشؤون السياسية . وحتى الآن تم طبع الرسالة الثانية من قبل مطبعة جامعة ميشيغان ونشرت ووزعت على نطاق محدود . أما الرسالة الأولى فلم تنشر بعد.

 

Source: http://mql.cc/NewsDetails.aspx?id=2542

About Arab American Encyclopedia-USA - Hasan Yahya

HASAN YAHYA was born at a small village called Majdal-YaFa (Majdal Sadiq) in Mandate Palestine (1944). He migrated as a refugee to Mes-ha, a village east of Kufr Qasim, west of Nablus (in the West Bank), then moved with his family to Zarka, 25 km north of Amman – Jordan. He finished the high school at Zarka Secondary School, 1963. He was appointed as a teacher in the same year. Studied Law first at Damascus University, then B.A from Lebanon University in Arabic literature and Eastern Cultures (1975). He moved to Kuwait. Where he got married in 1967. He was working at Kuwait Television, taught at bilingual School, and Kuwait University. In 1982, Hasan left to the United States to continue his education at Michigan State University. He got the Master Degree in 1983, the Ph.D degree in 1988 in Education (Psychology of Administration ). In 1991, He obtained his post degree in Social research, the result was a second Ph.D degree in Comparative sociology-Social Psychology. He was the only Arab student who enrolled ever to pursue two simultaneous Ph.D programs from Michigan State University and fulfill their requirements perfectly. Professor Yahya employment history began as a supervisor of a joint project to rehabilitate Youth (inmates out of prison) by Michigan State University and Intermediate School Districts. Worked also as a Teacher Assistant and lecturer in the same university. He was offered a position at Lansing Community College as well as Jackson Community College where he was assistant professor, then associate professor, then full professor (1991-2006). He taught Sociology, psychology, education, criminology and research methods. He supervised 19 Master and Ph.D candidates on various personal, economic psychological and social development topics. Professor Yahya published Hundreds (1000 Plus on this site) of articles and research reports in local, regional, and international journals. His interest covers local, regional and global conflicts. He also authored, translated, edited and published over 280 plus books in several languages, in almost all fields especial education, sociology and psychology. These books can be found on Amazon and Kindle. He also, was a visiting professor at Eastern Michigan University to give Research Methods and Conflict Management courses. Prof. Yahya accepted an offer to join Zayed University Faculty Team in 1998, then he served as the Head of Education and Psychology Department at Ajman University of Science and Technology 2001-04. Dr. Yahya established several institutes in Diaspora, the Arab American Encyclopedia, Ihyaa al Turath al Arabi Project, (Revival of Arab Heritage in Diaspora.Recently he was nominated for honorary committee member for the Union of Arab and Muslim Writers in America. He was affiliated with sociological associations and was a member of the Association of Muslim Social Scientists (AMSS) at USA. Social Activities and Community Participation: Dr. Yahya was a national figure on Diversity and Islamic Issues in the United States, with special attention to Race Relations and Psychology of Assimilation (generations 1,2 &3). He was invited as a public speaker to many TV shows and interviews in many countries. His philosophy includes enhancing knowledge to appreciate the others, and to compromise with others in order to live peacefully with others. This philosophy was the backgrounds of his theory, called “ Theory C. of Conflict Management”. And developed later to a Science of Cultural Normalization under the title: “Crescentology. The results of such theory will lead to world peace depends on a global Knowledge, Understanding, appreciation, and Compromising (KUAC)” Recently Prof. Yahya started "Publish your book FREE Project", to serve young Arab Writers. Dr. Yahya accepted the offer to be the chief editor of the International Humanities Studies Journal -I-H-S-Jerusalem, since July 2014. (Revised Sept. 2014) ولد الدكتور حسن عبدالقادر يحيى في مجدل يابا من أعمال يافا – فلسطين عام 1944. تلقى علومه الابتدائية في مدرسة بديا الأميرية في الضفة الغربية أيام احتوائها ضمن المملكة الأدردنية الهاشمية وتخرج في جامعة بيروت حاملاً الإجازة في اللغة العربية وآدابها، ودبلوم التأهيل التربوي من كلية القديس يوسف بلبنان، ودبلوم الدراسات العليا (الماجستير) ودكتوراة في الإدارة التربوية من جامعة ولاية ميشيغان بالولايات المتحدة عام 1988، وشهادة الدكتوراه في علم الاجتماع المقارن من الجامعة نفسها عام 1991. عمل في التدريس والصحافة الأدبية. أديب وشاعر وقاص ، ,كما عمل في تلفزيون الكويت الرسمي كمعد ومنسق برامج ثم اتجه إلى الكتابة والتأليف في علوم كثيرة تخص علمي النفس والاجتماع والتنمية البشرية ، والتغير الاجتماعي والسكان وألف ونشر العديد من المقالات (1000 +) والكتب باللغتين العربية والإنجليزية (أكثر من 330 كتابا) ، منها ست مجموعات قصصية وست كتب للأطفال ، وأربع دواوين شعرية باللغتين أيضا. وعدد من كتب التراث في الشعر والأدب والأخلاق الإسلامية والتربية والأديان . وهو الآن أستاذ متقاعد في جامعة ولاية ميشيغان. . وكان عضوا سابقا في جمعية العلماء المسلمين في أمريكا . وجمعية علماء الاجتماع الأمريكية - ميشيغان، وهو مؤسس الموسوعة العربية الأمريكية في الولايات المتحدة ضمن مشروع إحياء التراث العربي في بلاد المهجرز كما تم ترشيحه مؤخرا ليكون عضو مجلس التحرير لمجلة الدراسات الإنسانية العالمية. وقد قبل أن يتسلم رئاسة تحريرها اعتبارا من نهاية يونيو 2014 His email: askdryahya@yahoo.com Thank you!
This entry was posted in Arab Affairs, Arab American Encyclopedia, Arabic Poetry, Decision Making, Hasan Yahya حسن يحيى, Ibn Khaldun ابن خلدون،, Islam & Muslim Affairs, Middle East Politics, Philosophy & Logic, Research Methods, Science, Short stories, socio-therapy, Sociology, USA-Affairs. Bookmark the permalink.

Leave a comment