دقيقتان مع الدكتور يحيى: أفكار للنهوض بالشعوب العربية ضمن مشروع نهضوي للعرب.
Two Minutes With Dr. Yahya: series of articles in the Process of Philosophy of the Arab Manifesto on nation Building.
ضمن مقالات فلسفة المشروع العربي / 3
The Philosophy of the Arab Manifesto / 3
الدكتور حسن يحيى
، أستاذ علم الاجتماع المقارن سابقا
رحم الله أفلاطون فقد عرف منذ زمن بعيد أن الثروة والفضيلة نقيضان لا يلتقيان في شخص واحد.
فلسفة بناء الأوطان والبحث عن الحقيقة
إذا كنت لا تحب أن تعرف ، فتوقف عن قراءة هذا المقال لأنه يغوص في فلسفة الخير والشر ، ويصف ثلاث تيارات :رجال الدين ورجال السياسة ورجال الفكر ممايزيد من معرفة البشر في مجال الحقيقة ومناهج إثباتها ، وهذا ما يطلق عليه بالحرية الفكرية التي تفتح العقول قبل القلوب، ولا أدعاء من الكاتب بالكمال فهذا أمر يؤمن به إيمانا لا يدخله شك كبشر أو محيط بالعلم نظرا لمحدودية الإنسان روحيا وماديا.
من يحدد الخير ، ومن يحدد الشر فمن خلال دراساتي وخبراتي فكلاهما يتمثلان في السيطرة على الآخر ، وسلب ما يملك ، بقوة السلاح أو العقل الذي يمتلكهما الإنسان ويستخدمهما لتحقيق السعادة لنفسه ولشعبه ، وكلما زادت القوة في الحقيقة عند طرف من الأطراف كلما زاد حجم مقاومتها فالجميع يطلب السعادة والبقاء ، الرابحون والخاسرون ، وليس صاحب القوة والجبروت هو الوحيد الساعي إليها على وجه الأرض، فالشعوب الضعيفة أيضا تشاركه حب السعادة وحب البقاء.
وحسب التاريخ هناك قوتان تتصارعان في حكم الشعوب ، وفرض الخير (كالسلام والدعوة إلى المحبة بين البشر) أو فرض الشر (كالحروب والظلم في التعامل مع البشر) ، وتقوم الفئات الدينية عادة ممثلة للأديان بالمناداة بالرحمة والشفقة على المحتاجين والفقراء ، وهم في ذلك يطمسون قوة العقل البشري في إيجاد طرقه للمعاش من خلال استعمال عقله ، وليس هناك أحط من الشفقة التي تتحدث عنها الأديان، وهي مرة لا ترحم ومرة تستخدم الحراب وتتخذها شأنا تجاريا بمصائر الشعوب، فتبدأ الحروب الغاشمة ضد الشعوب ، ثم تقوم بمساعدة من شردتهم تلك الحروب التي هم السبب في إشعالها ،(كما هو الحال في استقطاب المهجرين من السودان والعراق وفلسطين وسوريا وفيتنام والحربين العالميتين فيما سمي مشروع مارشال لإعادة بناء أوروبا بعد أن دمرتها ظائرات الحلفاء بالتعاون مع هتلر) وأنها تتسنم هرم الإنسانية الذي تبنيه على جماجم البشر ، وطالما أن هناك خصوم لكل مبدأ ، فإن اتخاذ مبدأ ضد رجال الدين ومن يأتمر بأمرهم ويسير فرحا ضمن دائرة فكرهم يجعلنا منغمسين في فلسفة تقف ضد الفكر الحر وما يقوم به المفكرون من إحياء للعقل ومنطقه للتغيير نحو الأفضل، فرجال الدين أكثر الفئات في المجتمعات التي لا تعاني ما تعانيه الشعوب في حياتها ، وعبر التاريخ هم المبجلون والمصدقون بسحر مخيلاتهم وهم جزء لا يتجزأ من أي نظام سياسي قديما أو حديثا يخدم السياسيين أكثر من الخدمة الواجبة عليهم تجاه ربهم وما يؤمنون به والشعوب المحكوم. فهم الذين قاموا بتسيير الجيوش بكذبة تصدقها الشعوب الجاهلة مثلا للدفاع عن قبر المسيح من براثن المسلمين ، حيث جيشت وسيرت الحملات الصلمعروفة بالصليبية لعدة قرون . أو الشعوب المتحضرة في أمريكا وأوروبا للقضاء على ما أسموه الإرهاب ، وهم يستخدمون آلات الإرهاب (يسمونها بالذكية وأسميها بالعادلة) في عدم تمييزها بين طفل وشيخ وامرأة وبريء أو صديق أو عدو، مدني أو عسكري كما قرأنا عنه في الحربين العالميتين وما خبرناه في العقود الأخيرة من القرن الماضي وبدء هذا القرن الحادي والعشرين من احتلال وغزو لفيتنام وكوريا وفلسطين والعراق وأفغانستان (أمثلة فقط) ومن تلك الآليات الحديثة الصواريخ التي تطلق من بعد من السفن والمواقع الأرضية والطائرات المسكونة بطيار إنساني ( كما حصل في هيروشيما وناكازاكي) أو بطيار ألي ، كما حصل في أفغانستان وباكستان وما يحصل الآن في اليمن، والصومال ومواطن أخرى.
فمن يحس بالسياط ليس كمن يحس من يستعمل السياط والمقاساة والمعاناة لم يختبرها العلماء أيضا، ولكن تفكيرهم بعيد عما وراء الطبيعة ولا يعتبرون أنفسهم مثاليين كرجال الدين الذين يعتبرون أنفسهم مثاليين بين الناس وأنهم فوق البشر وأنهم فوق الشبهات، وهذا من أخطر المشاعر وأكثرها أذى للشعوب، مستخدمين تلك الهالة من أجل ما يفرق او يدعو إلى التوافق أو وحدة المشاعر أو حتى الدعوة إلى تحسين وضع الشعوب في الحياة الدنيا، حيث إن معظم جهودهم تتجه نحو غموض اليوم الآخر، مما ينتزع قوة العقل والتفكير في واقع الشعوب والمشاكل التي تواجهها من الفساد والظلم وعدم المساواة والحط من الحريات الشخصية ، والتعايش بين الأفراد المختلفين عقيدة أو لونا أو جنسية.
إن مجرد القول أن هناك روحا كاملة الصفاء هي أكذوبة سهلة التصديق من قبل الجهلاء ، فرجال الدين ليست أرواحهم كاملة الصفاء وتسمو على كل شر في الحياة لسبب بسيط هو أنهم من البشر ، وللبشر حدوده وعيوبه كما له فضائلة ومكاسبه وخسائره في الحياة الواقعية فهو ليس بقادر على حماية نفسه من الحقائق الطبيعية كالموت والحياة وطول العمر والكمال وما يرونه من الفضائل وعلامات تقديس الآلهة إلا أكاذيب حول فهم المصير لبني الإنسان والأشياء لذا تراهم يقفون معاندين لكل تفكير يتبع المنطق في حل المشاكل الآنية التي تعترض الشعوب فيعيدونها إلى الخالق والأبدية والقدرية والخلود ، وما هي إلا من سوء أحكامهم وتفاخرهم بعلم الله الذي لا يمكن أن يحيط به بشر ، والسجال بين المفكرين وكل من يدعي أنه كامل الصفات من تابعي الأديان يعتبر أن الحقيقة هي ليست حقيقة ، حتى لو تملكت مناهج البحث المنطقي في إثبات الحقائق، فمفاهيم الحقيقة وغير الحقيقة قد رسمت في عقولهم ولا تحتاج لمناقشة أو إنكار ، وحفاظا على مركزهم فوق السبهات، تراهم يقفون ضد الإيمان بأن العقل البشري قادر التغيير في حياة البشرمن خلال إثبات الحقائق أو نفيها ، وذلك العناد ورفض الحياة الدنيا كليا ما هو إلا كتيار البحر في حالة المد والجزر، الذي يمكن أن يجرف الشعوب بقوته ، ورغم ادعاء الوسطية في السلوك والتعامل مع الناس فإنه لا يصل البشر إلى الكمال وتلك حقيقة لا مجال إلى التعنت برفضها ه لأنها ليست من صفات البشر.
@Hasan Yahya, Michigan, April 2012
www.arabamericanencyclopedia.com
** Note for readers: If you liked this, please let other people know about it. You may contact the writer using this site. Thank you!
طيبون ، ولكن أكثرهم لا يقرأون ، وقليل منهم يعلمون، فهل ندعهم في غيهم وجهلهم يعمهون؟ فيا عربي ، اجعل القراءة من هواياتك المفضلة، وإذا أعجبك ما تقرأ فساهم في إحياء التراث العربي في المهجر، أرسلوا مساهماتكم وما يجود به كرمكم عبر حساب البي بال PayPal Account askdryahya@yahoo.com
وشكرا Read Hasan Yahya at Amazon