- ألا ليت أيام الشباب تعود
http://www.hasanyahya.com
دور مصر الحضاري ومثالب العولمة الرأسمالية العالمية
عن الموسوعة العربية الأمريكية – حسن يحيىArab American Encyclopedia
د. حسن عبد القادر يحيى: مؤرخ وعالم اجتماع ومفكر عربي في المهجر
Hasan Yahya, Ph.ds, Palestinian Sociologist and Historian
اختلف المحللون السياسيون حتى على مستوى أقطاب الرأسمالية العالمية ، وعلى مستوى المؤرخين للتاريخ السياسي الحديث لدول العالم الثالث ، اختلفوا على تحليل ما حصل في مصر في ثورته المجيدة يوم 25 يناير 2011، ويوم 30 يونيو-حزيران 2013، وما بعده من مساندة الجيش للشعب وحماية ثورته ، فالبعض يظن أن حالة مصر لا تسر ولا تقود إلى الدولة المدنية الساعية للوصول إلى مرحلة تطبيق العدالة الاجتماعية ، كما يظن البعض الآخر أن الصراع في مصر سياسي بالدرجة الأولى بين التيارات الدينية والتيارات العلمانية العقلانية على اختلاف أنواعها ، ويظن فريق آخر أن شعب مصر لن يحقق أهداف 30 يونيو-حزيران التي عكست موازين النظريات الحديثة في التغيرات السياسية والاجتماعية .
والحقيقة أن أحدا من تلك الظنون والتحليلات ليس صائبا ولا حكيما من وجهة نظر منطقية . فما هو حاصل في مصر بعيد عن كل تلك الظنون إما لجهل بالتطور التاريخي للبشرية وإما لتجاهل أسس علمي السياسة والاجتماع في التطور التاريخي للشعوب . فما حصل في مصر وإن كان عفويا تحول إلى تصميم شعبي يبدو في ظاهره رفض الأخطاء المدمرة التي نفذها الإخوان المسلمون وفي باطنه رفض توجيه الشعب المصري نحو العبودية واستغلال الرأسماليين له على المستويين المحلي والعالمي ، فكان ما حصل في مصر ثورة للخروج من عنق زجاجة الرأسمالية العالمية التي تقف عادة أمام تقدم الشعوب في دول العالم الثالث لتعيق تقدمها وتطلعها إلى العدالة الاجتماعية . ولا تبدأ العدالة الاجتماعية إلا من الأرض الزراعية وفلاحيها التي تريد الرأسمالية العالمية أن تقننها بل وتحاول القضاء عليها وتحويلها لسوق استهلاكية من خلال رفع مستواها إلى طبقة متوسطة استهلاكية تابعة للسوق العالمي المستبد في تقدمه التكنولوجي والمعرفي والتواصلي . وهذه ممارسات رأسمالية يعرفها الباحثون والمفكرون في تطور مجريات الأمور سياسيا وتاريخيا واجتماعيا في تطور الدول النامية وتغير المجتمعات .
أما المنطق الصحيح في تحليل ظاهرة التغيير في المجتمع المصري والدولة المصرية من ثورة 25 يناير 2011، وانتخاب وإقصاء التيار الديني الإخواني بعد سنة واحدة فقط ، ومساندة الجيش للشعب يوم 30 يونيو-حزيران فله تفسير عقلاني وتحليل منطقي فما هو هذا المنطق ؟
وللإجابة على السؤال أعلاه، فإن منطق دراسة التاريخ الرأسمالي وبشكل أكثر اتساعا التاريخ الامبريالي يجعلنا نحلل ما حصل بشكل منطقي . فما حصل من انتفاضة (أو ثورة) شبابية شعبية يوم 25 يناير 2011 كان بداية جدية من شباب مصر لتحقيق أهداف محددة واتسمت بميل الشعب إلى تشكيل دولة مدنية حديثة، دولة وطنية تقوم على المساواة والمواطنة.والعدالة ورغم أن 25 يناير كان حدثا هائلا وعظيما وفريدا ، حيث اثبت الشعب المصري شجاعته وتطلعه نحو التجديد والتغيير ، خاصة طبقاته الشعبية التى خرجت ورعت الثورة وقالت إنه لم يعد ممكنا استمرار نظرية ألاستقرار من خلال القمع، إلا أن ضعف الحركة الثورية التى حدثت أظهرت ميلا حقيقيا لتكوين الدولة الوطنية الحديثة القائمة على تحقيق الديمقراطية بين فئات المجتمع بين الرجل والمرأة بين العمال ورؤسائهم فى العمل بين الأغلبية المسلمة والأقليات من الأقباط وغيرهم . وتحقيق دولة المواطنة التى توفر لأبنائها العمل والعدالة الاجتماعية والترقى المستمر فى مستويات المعيشة، وتضمن على المستوى السياسى استقلالا حقيقيا لمصر يجعلها دولة محترمة فى إقليمها ولاعبا فاعلا فى السياسة العالمية لا مجرد تابع للرأسمالية العالمية.
وكانت هناك أطراف لا يهمها نهضة مصر واستمرار ثورتها من قبل الرأسمالية العالمية ومن يتبعها في المنطقة العربية من أصحاب الثروات ، فمثلا ترى أمريكا أن نهضة حقيقية فى مصر تمثل لها مشكلة، لأن مصر دولة قائدة فى المنطقة ومن شأن أى مشروع وطنى مصرى أن تكون له تأثيرات كبرى على المنطقة قد يهدد مصالح أمريكا. وهذا أمر متوقع . حيث إنه رؤي أن المشروع الوطنى المصرى سيحد من طبيعة التوسع فى المشروع الصهيونى الإسرائيلى أو يهدده، أولا،وسيطالب بحل أكثر عدلا للمشكلة الفلسطينية. فكانت النتيجة أن أمريكا ضمن حزمة الدفاع عن استراتيجيتها الرأسمالية سارعت بعد حدوث الثورة بالضغط باسم الديمقراطية لاجهاض الديمقراطية. لأن هناك استراتيجية أمريكية للسيطرة على المنطقة والعالم ضمن قوانين العولمة ، ولم تكن تلك الضغوط على مصر وشعبها فقط وإنما على كل انتفاضات الشعوب العربية ، حيث سارعت لمواجهة خطر الربيع العربى ووقف الحركة الثورية بالدفع باتجاه الديمقراطية الشكلية التى تعطى الشرعية فقط لصناديق الاقتراع وبالتالى وقف شرعية الثورة وهذا ما حدث مع وصول الإخوان للحكم والإخوان الذين خدعوا فأيدوا العولمة وليس لديهم مشروع مناهض لقوانين السوق وآلياته وليس لديهم شيء ضد قبول الرأسمالية العالمية، أو ضد الملكية الخاصة، وأيدوا عملية التعاون أو الخضوع أو الاعتماد على صندوق النقد الدولى والبنك الدولي. فساروا في ركاب العولمة فى شكلها الأمريكى والقبول بالسيطرة العسكرية الأمريكية على العالم، الأمر الذى يشكل خطورة على الاستقلال الوطنى المصري، وعلى القضية الفلسطينية لأن قبول العولمة الأمريكية يعنى تصفية الوجود الفلسطيني. ونظرا لأن ممارسات الإخوان في المجال السياسي لم تكن تنم عن الديمقراطية المتوقعة وتحسين شؤون الشعب المصري ، بانكفاء الإخوان لخدمة جماعتهم محليا وإقليميا وعالميا ، وافتضاح أمرهم باستغلال اليافطات الدينية بتأويل يمينى رجعى لا يمثل لحسن الحظ القيم الأصلية للإسلام ولا يحقق صحوة إسلامية فحصل ما حصل .
لقد قامت ثورة 30 يونيو-حزيران في مصر لترفض كل الحيل الرأسمالية التي تقودها الولايات المتحدة وأوروبا لإخضاع الشعوب النامية وضمها لتكون تابعة لها وتحت سيطرتها وخادمة لاستراتيجياتها . فمتى يرى الإخوان المسلمون أنهم قد استخدموا واستغلوا من قبل أمريكا الرأسمالية أو رائدة الرأسمالية العالمية ، لتفشيل مشاريع الديمقراطية الحقة في العالم العربي؟ لقد تم إجهاض ثورة 25 يناير عن طريق جلب الإخوان ليحكموا مصر ويمنعوها عن قيادة العالم الثالث وبالاخص الدول العربية ، وكانت الاستراتيجية العالمية للرأسمالية هي تفكيك القوى المناهضة للرأسمالية فوقفت متحيرة أمام فشل استراتيجيتها أمام دعم الجيش لثورة شعب مصر يوم 30 يونيو. 2013.
فوزن مصر لا يمكن التقليل منه في قيادة دول العالم الثالث ومن ضمنه دول العالم العربي ، فوقوفه أمام الرأسمالية الاستهلاكية جعل أمريكا تتذبذب أمام ما حصل من معرفة الشعب المصري وجيشه المساند لتلك المعرفة التي حصلت في 30 يونيو وما زالت تظن أن استراتيجيتها للسيطرة على العالم العربي قد تكون صائبة في تقليم الديمقراطية الحديثة التي في مجملها رفض الديمقراطية الرأسمالية وخلق ديمقراطية تقف قوية وبشخصية فريدة لقيادة أعداء الرأسمالية العالمية . يحاول البنك الدولي رمي الجزرة لمصر حتى تكون تحت حكم الرأسمالية العالمية أو تابعة لها بشكل أو بآخر . وما قبول حكومة مصر لاستضافة ممثلي البنك الدولي إلا فخا للديمقراطية التي تريدها مصر وسعى شعبها من أجل تحقيقها يوم 30 يونيو (نرجو أن تفطن حكومة الببلاوي لذلك الفخ) الذي يمثل استمرارا للنظرة الاستبدادية لأقطاب العالم الرأسمالي في التحكم في الدول النامية ومنها مصر حتى تبقى في دائرة نفوذ الرأسمالية الجشع وتبقى غير مستفيدة من خيرات أرضها ومهارات شعبها في المجالات الزراعية والصناعية والتجارية ، وحتى لا تخرج من دائرة المديونية القاتلة للشعوب الفقيرة . فشأن مصر لا يقل عن شأن الدول التي حققت نجاحات لا يغفل عنها باحث أو مطلع على تقدم الشعوب كالصين واليابان والهند وسنغافورة والبرازيل إذا استخدمت كفاءات الشعب المصري في شتى المجالات كما يجب وسارت في طريق الحضارة ، وأخيرا حتى لا تتسنم قيادة العالم العربي مرة أخرى والدول النامية التي كانت يوما تمثل دول عدم الانحياز . ولعل في هذه الأيام يكون النظر نحو تكوين كتلة تستثني الرأسمالية الغربية وتضم في عضويتها الصين والهند والبرازيل ومصر ، ولاحقا دول تركيا وإيران إذا أفاقت هاتين الدولتين من كابوس وعاهات التيارات الدينية وتخلصوا منها نهائيا في تسيير دفة السياسة في بلادهم . وفي اعتقادي أن العالم العربي سيتغير ولن يكون التغيير في صالح الرأسمالية العالمية كما عهدناه في السابق . (1137 كلمة) (حسن يحيى)
مستوى المقال: للبالغين المتعلمين والمثقفين من شباب وشابات الجامعات في العالم العربي .
يرجى التكرم بعد قراءة هذه المقالة إذا وافقت هوى في نفوسكم أن تخبروا أصدقاءكم لتعم الفائدة من المعلومات فيها، وشكرا لكم.
Note for readers: If you liked this, please MOBILE IT to friends and love ones. Thank you!

كتاب يصلح للمدارس الابتدائية
http://www.hasanyahya.com
Special Thanks to Female and male Principles and teachers in USA, Great Britain,and EU for selecting some of the author’s publications bringing up our children in Diaspora. I appreciate. Thank you!
Hasan Yahya is an Arab-Jordanian-American Sociologist and Historian from Palestine, former professor of Comparative Sociology and Educational Administration at Michigan State University and Jackson Community College. He is the Board Editing member at International Humanities Studies (IHS) Journal. Dr. Yahya is the originator of Arab American Encyclopedia and Ihyaa al Turath al Arabi fil Mahjar–USA. His (250 plus) publication may be observed on Amazon and Kindle in GB,EU and USA. To reach the writer: Email: askdryahya@yahoo.com
Dr. Yahya Credentials: Ph.D in Comparative Socioloy 1991, Michigan State University.Ph.D in Educational Administration, Michigan State University , B.A Modern and Classical Arab Literature. M.A Psychology of Schools Conflict Management, Michigan State Univ. Diploma M.A, Oriental Studies, St. Joseph Univ. Beirut, Lebanon – Life Achievements: Publishing 250 plus Books and 1000 plus articles

علامات العشاق على أمازون http://www.hasanyahya.com

مقدمة ابن خلدون
تقديم الدكتور حسن يحيd
http://www.hasanyahya.com

تفسير سورة يس باللغتين
للدكتور حسن يحيى
http://www.hasanyahya.com

رواية قنديل أم هاشم
للأديب العربي يحيى حقي
http://www.hasanyahya.com