دقيقتان مع الدكتور يحيى : التواضع عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
الموسوعة العربية الأمريكية – حسن يحيى
بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد ،
فالتواضع الحقيقي لا يكتمل إلا في الشخصية الإنسانية المتواضعة التي تمارس كل فنون التواضع ، ولذلك فالتواضع فن تمارسه الشخصية المتواضعة ، عن طريق مظهرها ورحابة صدرها وتفتح وجهها ، وفي مصافحتها ، وفي سلامها ، وفي جلستها ، وفي ابتسامتها ، وفي مقابلتها للناس ، وفي ركوبها ، وفي خدماتها، وفي ملابسها ، ولذلك فهي مع كل الأعمار هي متواضعة ، ومع كل الأحوال هي متواضعة ، وهذا ما سنلقى عليه الضوء بالتفصيل ما جمعناه من المصادر التراثية عن حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وممارساته اليومية وحياة بعض أصحابه .
تواضع السلام :كان صلى الله عليه وسلم إذا سلّم سلّم بالعناق ( أي بجسمه كله) .
تواضع المصافحة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينزع يده حتى ينزعها الذي يسلم عليه .
تواضع الابتسامة :كان هاشاً ( لا تلقاه إلا مبتسماً ) فالمصافحة بالوجه قبل أن تكون باليد ، بالوجه المبتسم الباش ، والعين الصافية التى لا تحمل إلا الود والمحبة والتقدير.
تواضع الوجه : يقول الصحابة عن تواضع وجه النبي صلى الله عليه وسلم : أنه لم يكن ليصرف وجهه عنك حتى تصرف أنت وجهك في حضوره.
تواضع المجلس :كان صلى الله عليه وسلم يجلس حيث ينتهي به المجلس .
تواضع المقابلة: جاء رجل ترتعد فرائصه عند مقابلته لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وهو يعتقد أنه مهاب كملك أو رئيس , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( هون عليك إنى لست بملك , إنما أنا ابن امرأة , كانت تأكل القديد بمكة) .
تواضع الركوب : كان صلى الله عليه وسلم يركب الحمار مع قدرته على ركوب الخيل تواضعاً لله تعالى ، فليس التواضع لله هو إهانة للإنسان أبداً ، فالإنسان لا يستمد عزته من نوع السيارة بل بما في داخل من يقودها ، وهذه النظرة القاصرة المريضة هى نظرة المنافقين حينما تأذي زعيم المنافقين من حمار النبي صلى الله عليه وسلم , وكادت أن تحدث فتنة بينه وبين أحد المسلمين .
تواضع المشاركات :في أى مشروع من مشروعات الخدمة العامة أو الأعمال التطوعية ، كان صلى الله عليه وسلم يختار أشق أنواع المشاركات ، ففي حفر الخندق كان ينزل حفرة عمقها ثلاثة أمتار , لحمل التراب ، وقد روى بعض الصحابة أنهم رأوا جسد النبي صلى الله عليه وسلم وقد غطاه التراب .فقالوا : يا رسول الله نحن نكفيك ذلك ، أي توقف عن العمل في حفر الخندق ، فقال : علمت أنكم تكفونني , ولكن أكره أن أتميز عليكم , وإن الله يكره من عبده أن يراه متميزاً بين أصحابه (أي متكبرا عليهم). وكان صلى الله عليه وسلم يقسم الأعمال مع المسافرين معه ، ويختار أصعبها ، حينما قال : وعلىّ جميع الخطب (يعني الصعب).
تواضع الملابس :ليس معنى التواضع في ملابسنا ، أن نرتدي ملابس رثة قذرة أو ممزقة أو مرقعة ، فقد جاء رجل يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : إني رجل أحب الثوب الحسن ، فهل هذا من الكبر في شيء ؟ وأثر عن الرسول قوله صلى الله عليه وسلم : إن الله جميل يحب الجمال .
فالتواضع ألا نتكبر على أحد بملابس للمباهاة أو المنظرة أو الافتخار أو التعالي ، ولكن لك أن ترتدي ما يجعلك مقبولاً حسناً جميلاً متميزاً , كمسلم يتعامل مع الله وليس الناس ، فهذا أمر جميل منك يحبه الله ، ومما يسيء إلى المسلم أن يتشبه بالرجل الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بما يلي: بينما رجل يتبختر في برديه , إذ خسف الله به الأرض ، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة .
تواضع الأعمار : تـأمل الرسول صلى الله عليه وسلم , في فتح خيبر , مع فتاة صغيرة أركبها خلفه ، عندما أناخ الناقة , وقال لها : هاتى يدك ، حين أنزلها ، ولما انتهت الغزوة ووزع الغنائم , ناداها النبي صلى الله عليه وسلم , لتأخذ قلادة , ففوجئت بأن النبي صلي الله عليه وسلم , يقول لها : تعالي ، أنا ألبسك القلادة ، وأثر عن الفتاة الصغيرة قولها عن عقدها : والله لم يغادر رقبتى أبداً , ولقد أوصيت أن يدفن معي في قبري .
تواضع القوى : أثر عن الرسول الكريم أنه كان صلى الله عليه وسلم يأتي الضعفاء من المسلمين ويزورهم ويعود مرضاهم ويشهد جنائزهم . وأنه كان يجلس على الأرض ويأكل على الأرض ويعقل الشاة ، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير وأنه كان يزور الأنصار , ويسلم على صبيانهم , ويمسح على رؤوسهم.
تواضع السماع : كان صلى الله عليه وسلم يقول : لا تطرونى (أي لا تحمدوني) كما أطرت النصارى عيسى بن مريم , فإنما أنا عبد ، فقولوا عبد الله ورسوله .
وحول تواضع الصحابة أثرت هذه الأنواع من التواضع النفسي ومنه تواضع الخلفاء :
جاء رجل من المؤلفة قلوبهم إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال: يا خليفة رسول الله أؤمر لي بعطاء ، فيأمر له بقطعة أرض ، ويقول له : اذهب فأشهد عليها عمر بن الخطاب فيذهب إلى عمر ، فقال عمر : والله لا أشهد عليها , كنتم تأخذونها والإسلام ضعيف , أما الآن فالإسلام قوى ، ويمسك الورقة ويمزقها ، فيذهب الرجل إلى أبى بكر ، ويقول له : والله لا أدرى أيكما الخليفة أأنت أم هو ؟ فيقول أبو بكر : هو إن شاء .وأثر عن عمر أنه قال: “ليتني كنت شعرة في صدر أبي بكر” لقرب منزلته من الرسول وقدسية شخصيته .
وتروى هذه الحكاية حول تواضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقد جاء وفد من العراق فيهم الأحنف بن قيس لمقابلة عمر بن الخطاب ، وكان عمر في زريبة الإبل ينظف بنفسه إبل الصدقة ، فلما رآهم ، قال عمر للأحنف : يا أحنف تعال ، أعِن أمير المؤمنين , على إبل الصدقة .فشاهد رجل من وفد العراق ذلك باستغراب فقال : رحمك الله يا أمير المؤمنين , هلا أمرت عبداً من عبيدك أن يقوم بتنظيف هذه الإبل ؟ فقال عمر : وأي عبد هو أعبد منى ومن الأحنف بن قيس ؟ ألم تعـلم أنه من ولـى أمراً من أمور المسلمين , كان لهم بمنزلة العبد من السيد .
يرجى التكرم بعد قراءة هذه المقالة إذا وافقت هوى في نفوسكم أن تخبروا أصدقاءكم عن طريق الموبايلات أو وسائل الإتصال الإلكترونية الأخرى لتعم الفائدة من المعلومات فيها، وشكرا لكم.
Note for readers: If you like this, please MOBILE it , or IPhone it to friends and love ones, THANK U.
Special Thanks to Female and male Principles and teachers in USA, Great Britain,and EU for selecting some of the author’s publications (55 stories 4 Kids , Qandil Umm Hashim, Hay bin Yaqzan-Ibn Tufail, Shu’ara al Arab: Zuhayr bin Abi Salma and Ibn Zaydun: Andalus Poet) bringing up our children in Diaspora. I appreciate. Thank you!
Hasan Yahya is an Arab-Palestinian-American theorist, sociologist, philosopher, writer and historian. He’s a former professor of Comparative Sociology and Educational Administration at Michigan State University, Lansing Community and Jackson Community Colleges. He is the Board Editing member at International Humanities Studies (IHS) Journal (Jerusalem-Spain) and several other USA, journals. Dr. Yahya is the originator of Arab American Encyclopedia and Ihyaa al Turath al Arabi fil Mahjar-USA. His (260 plus) publication may be observed on Amazon and Kindle. To reach the writer: Email: askdryahya@yahoo.com
Dr. Yahya Credentials: Ph.D in Comparative Socioloy 1991, Michigan State University. Ph.D in Educational Administration, Michigan State Univ.(1988). M.A Psychology of Schools Conflict Management, Michigan State Univ. 1983. Diploma M.A, Oriental Studies, St. Joseph Univ. Beirut, Lebanon. (1982) B.A Modern and Classical Arab Literature, (1976). Life Achievements: Publishing 260 plus Books and 1000 plus articles.
You may find the writer at:
Twitter Facebook Google Videos and Books UTube & Amazon
Thank you All….God Bless
Hasan Yahya On Amazon